تصميم مشروعات للبحوث العلمية في مجال تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها
اذا
قيل لنا؛ لماذا تأخر المسلمون وتقدم الكافرون؟ فالجواب لأنهم تركوا تعاليم
الإسلام التي منها الإتقان في العمل والنفع لغيرهم. ألا نقرأ قول رسول
الله صلى الله عليه وسلّم الذي رواه البيهقي: إن الله يحب إذا عمل أحدكم
عملا أن يتقنه. ففي مجال التربية مثلا، نرى أن يعض المدرّسين والقائمين
بتدبير التربية متقنون في العمل ومنهم دون ذلك. وكم من كالب يتكسل في
الدراسة ويتمنى النجاح الباهر بغير كد ولا سعي فيصح أن يقال له:
ترجوا النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس
(الجارم ومصطفى أمين 1973)
وعن
جابر أن النبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: خير الناس أنفعهم للناس. وإذا
قلنا إن النفع هو الخدمة فمعنى الحديث أن خير الناس أكثرهم خدمة لغيرهم.
فلينظر الآن كل إلى نفسه لأن الله تعالى : "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو
ألقى معاذيرة"(القيامة: 14). إذا أحدكم مدرسا هل يخدم الطلبة كثيرا أم
ينقصه الخدمة؟وإذا كنتم مسؤولين لجامعة أو مؤسسة تربوية أقدمت خدمات يحتاج
إليها الطلبة والمدرّسون والمجتمع أو لم تقدم لهم الا خدمة زهيدة؟.
فرأيت
أن من الخدمة التي تدل على الإتقان في أعمال الجامعات هو تصميم مشروعات
للبحوث العلمية لما فيه من منافع تفيدها لرفع مستوى اللغة العربية ودورها
في مواجهة التحديات في عصر العولمة وميادن العمل. ولذلك نورد فيما يلي (1)
أهمية تصميم مشروعات للبحوث العلمية، و (2) تصميم الشبكة العلمية بين
الجامعات، و (3) شروط لاكتساب المهارات اللغوية والحاجة إلى بحوث لحلها.
- أهمية تصميم مشروعات للبحوث العلمية.
إن
البحوث العلمية من الرسائل الجامعية في جميع مستوياتها: ليسانس وماجستير
ودوكتوراه ما زالت منتشرة ولم تكن مدونة يسهل الانتفاع بها للباحثين.ويحدث
هذا في معظم الجامعات حتى يصعب العثور على عناوين البحوث ولا يستحيل
الإنتحال (السرقة العلمية) لبحث من البحوث، فلن تتقدم العلوم لعدم
الإستفادة من الدراسات السابقة.
فتنسيق الرسائل الجامعية
حسب عناوينها وتصميم مشروعات في البحوث التي تسد حاجة المجتمع مما لا بد
منه إذا أردنا التقدم في العلوم. وتنسيق الدراسات السابقة في تعليم اللغة
العربية يمكن إجرائه بالنظر إلى المهارات اللغوبة او الأهداف، أو المواد
الدراسية، أو طرق التدريس، أو الوسائل التعليمية، أو الطلبة أو المدرّسين.
ولتنمية تدريس اللغة العربية يلزمنا تصميم مشروعات في البحوث من جميع
مستويات الدراسية: الحضانات، وروضة الأطفال، والمدارس الإبتدائية، والمدارس
المتوسطة، والمدارس الثانوية، والجامعات (المرتضى 2001).
- تصميم الشبكة العلمية بين الجامعات.
إذا
عزمنا التقدم في العلوم وعدم الإنتحال (السرقة العلمية) فعلينا بتصميم
شبكة علمية بين الجامعات حيث تقدم فيها جميع البحوث العلمية من كل جامعة
فلنتأمل جامعة مايكروفلم الدولية لخدمة رسائل دكتوراه (Universitas
Microfilms International “UMI” Disertation Information Service) هذه
الجامعة هي البرنامج لخدمة الطباعة والمراجع والتصوير حيث تسهل الباحثين
لتنسيق الرسائل الجامعية والحصول على مسودة تصدرها هذه الجامعة. وتوفر
الجامعة سهولة الإستفادة من قاعدة بيانات (Data Base) من رسائل ماجستير
ودكتوراه تتعلق بالعلوم الإنسانية، والعلوم الإجتماعية، والعلوم، والهندسة،
وملخصات أوربا وتعتبر أكبر قواعد بيانات في العالم. وتحتوي ههذه القاعدة
على أكثر من 800000 رسالة دكتوراه في أمريكا الشمالية من سنة 1861 إلى
اليوم، وتشمل على 25000 مسودة لرسائل ماجستير، وأكثر من 30000 ملخص من
رسائل دكتوراه. كما تزداد البيانات بــــ 2500 مسودة من رسائل ماجستير
سنويا وتزداد ملخصات جديدة شهرية (European leage 1985).
ويحصل تصميم الشبكة العلمية بين الجامعات باختيار أحد الأمور الثلاثة، وهي:
- أن تصميم أي مؤسسة مركز الدراسات العلمية مثل ما يحدث بجامعة مايكروفلم الدولية لخدمة رسائل دكتوراه (Universitas Microfilms International “UMI” Disertation Information Service). فلنقل مثلا أن أقسام اللغة العربية بالجامعات داخل البلاد سواء أكانت تحت الوزارة للشؤون الدينية أو الوزارة التربوية ترسل رسائل إلى هذا المركز. كما يطلب المركز رسائل جامعية من جامعات بالدول العربية مثل جامعة الخرطوم بالسودان، وجامعة الملك سعود، وجامعة أم القرى، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة، وجامعات بمليزيا وهكذا.
- أن تصميم كل جامعة صفحات إنترنت حيث تعرض فيها رسائل جامعية تم القيام بها في تلك الجامعة، وتزداد الرسائل على مر الأيام وكر الدهور.
- أن تصميم كل جامعة دليل كتابة الؤسائل الجامعية (برنامج سيدي Interactive CD) حيث يشمل (أ) الهدف، و (ب) تقسيم الرسائل الجامعية نظريا والبيان عنها، و(ج) تصميم جدول لكتابة البحث، و (د) قاعدة البيانات عن الرسائل الجامعية، والمقالة العلمية، وأسماء الدوريات التي تتعلق باللغة العربية واللغات الأخرى، و (هــ) إرشادات للباحثين.
- شروط لاكتساب المهارات اللغوية والحاجة إلى بحوث لحلها.
إنه
بيس من الصعوبة أن يتعلّم شخص أي لغة أجنبية ولكن الصعوبة في تعلم اللغة
داخل الفصل. فهناك شروط لا بد منها لاكتساب المهارات اللغوية كما قاله
سدطانا (1982)، وهي:
- أن تكون الحصص الدراسية كافية
- وإلزام النفس على التدريبات أو استخدام اللغة المدروسة بأكثر ما يمكن.
- وقلة عدد المشاركين ولا سيما لاكتساب المهارة في الكلام.
- وجودة المدرّس في المهارات اللغوية وأساليب تدريسه.
ولعلنا
نتفق على أن مشكلات تدرس اللغة العربية بإندونيسيا تدور حول الظروف
الأربعة، وهي (1) قلة الحصص الدراسية، و (2) نقصان التدريبات عليها وندرة
استخدامها، و (3) كثرة عدد المشاركين، و (4) عدم الجودة في المهارات
اللغوية وأساليب التدريس لدى المدرّسين.
وتنعكس هههذه
الحالة من الشروط لاكتساب الدارسين المهارات اللغوية، فلا غرابة أن يكون
التدريس غير ناجح. ورأيت أن تصميم مشروعات للبحوث العلمية بما فيها من
الرسائل الجامعية في جميع مستويات: ليسانس وماجستير ودوكتوراه لا بد من
الإتجاه نحو حل المشكلات السابقة. فقام قسم التدريس اللغة العربية بجامعة
مالانج الحكومية سنة 2003 م بتجربة في تدريس اللغة العربية على أساس
المفردات للمدارس الإبتدائية باعتبار أن تدريس اللغة العربية على أساس
المفردات صالح لجميع المستويات الدراسية (كويلجو 2002)، وأن البطاقات
كوسيلة تعليمية أولوية له1ا التدريس لا تكلف إلا مصروفات زهيدة، وصلاحية
البطاقات لأساليب مختلفة تفيد الدارسين لاكتساب الدارسين المهارات اللغوية.
تمت
التجربة لمدة شهرين في أربع مدارس إبتدائية بمنطقة مالانج واختصت للدارسين
بالقسم الرابع. قام بالتدريس أساتذة تلك المدارس بعد أن اشتركوا في دورة
تدريبية حيث قدمت فيها 9 خطوات دراسية واستخدمت بطاقات ملونة تشمل (1)
مفردة، و(2)صورة للمفردة، و(3) رقما واحدا. وتشترك البطاقات في رقم واحد
يدل على المفردة وصورتها. ويكتفي لكل حصة بثلاثة مفردات ورقم واحد.
ووصل
الباحث إلى نتيجة تقول إن هذا التدريس يفيد الدارسين في اكتساب المهارات
اللغوية الثلاث وهي الاستماع والكلام والقراءة لما فيه من تكرار مفردات على
أساليب مختلفة بحيث تنشرح صدورهم لتعلّم اللغة ولا يشعرون بالملل. وأما
مصير التدريس في مهارة الكتابة فغير ناجح لما فيه من قلة التدريبات. فلا بد
من إصلاح أساليب التدريس لهذه المهارة.
ويحتاج هذا البحث
إلى بحوث تؤيده في تدريس اللغة العربية بالمدارس الإبتدائية من نواحي
مختلفة، وهي (1) من مستويات الرابعة والخامسة والسادسة، و(2) التنوّع
بأساليب أخرى في التدريس مثل الكلمات المتقاطعة وهكذا، و(3) المناهج
الدراسية، و(4) تصميم الكتاب المدرّسي. وبهذا يرجى أن تلائم البحوث العلمية
بما فيها الرسائل الجامعية ما يحتاج إليه الميدان التربوي فعلا.
المراجع:
الجارم، علي ومصطفى أمين. 1973.البلاغة الواضحة: البيان والمعاني والبديع للمدارس الثانوية. جاكرتا: جيا مرني.
Ary, Donald, Lucy Cheser Jacobs & Asghar Razavieh. 1982 “Introduction to Reseach in Education”. Terj. Arief furchan, Pengantar Penelitian Dalam Pendidikan. Surabaya: Penerbit Usaha Nasional.
European Leage.1985
Universitas Microfilms International (UMI) Dissertation Information Service. New york: NY Press.
Kweldju,Siusana 2002.
Pengajaran Bahasa Inggris Berbasis Leksikon: Sebuah Alternatif yang Tepat untuk Pengajaran Bahasa di Indonesia.
Pidato Pengukuhan Guru Besar dalam Bidang Kosa Kata pada Fakultas
Sastra disampaikan pada Sidang Terbuka Senat Universitas Negeri Malang, 3
Oktober 2002.
Murtadho, Nurul 2001
“Peningkatan Kualitas Penelitian dalam Bidang Bahasa, Sastra dan Budaya Arab” dalam AL-HADHARAH bahasa, Sastra dan Budaya Arab: Jurnal IMLA Tahun 1,No. 2 Agustus 2001.
Murtadho, Nurul 2005
Menulis Skripsi Bahasa, Sastra dan Pengajaran: Praktis,Cepat dan Berkualitas. Materi E-learning. Malang: Fakultas sastra Universitas Negeri Malang.
Program Pascasarjana UI 1999,
Akademisia: Media Informasi Pascasarjana UI Vol. 2 No 5 April 1999.
Sadtono, E 1983
Metode Belajar Mengajar Bahasa Inggris untuk Kemampuan Komunikatif Lisan.
Jakarta: Pusat pengembangan Kurikulum dan Sarana Pendidikan Badan
Penelitian dan Pengembangan Pendidikan dan Kebudayaan, Departemen
Pendidikan dan Kebudayaan.
No comments:
Post a Comment